21 يوماً على الجريمة النكراء في بلدة جنديرس

يعمد قادة الإئتلاف السوري عامة و ممثلي الكُرد منهم خاصة ، و وزراء الحكومة السورية المؤقتة ، النأي بأنفسهم عن تحمل المسؤولية الأخلاقية و الوطنية إزاء الأفعال و الممارسات اللاإنسانية المرتكبة ، من قبل ممثليهم المسلحين المنضوية تحت مسمى الجيش الوطني السوري الحر ، بحق السكان الأصليين الكُرد في مختلف المناطق الكُردية الخاضعة لسيطرة قوات الإحتلال التركي عامة و منطقة عفرين منها خاصة . و بنفس الوقت يستغلون كل مناسبة إلى تكريم قادة الميلشيات المسلحة و تمجيد أفعالهم القذرة في كل زيارة لهم إلى المناطق الكُردية المحتلة . بل إننا نجد نفس القادة يعتبرون إفلات النظام السوري من المحاسبة وصمة عار دولية و خذلاناً ، إزاء الجرائم التي أرتكبها بحق الشعب السوري ، مطالبين المجتمع الدولي التعامل بشكل جدي في ملف المساءلة والمحاسبة .
و من جهة أخرى ، وجدنا خلال اليومين الماضيين ، بأن رئيس الإئتلاف السوري المدعو ” سالم المسلط ” صرح قائلاً : بأنه قد تلقى ببالغ الحزن نبأ مقتل الطفلة السورية غنى مرجمك 9 أعوام ” يوم الخميس 06/04/2023 ” في ولاية كلس على يد أحد المجرمين ، الذي قتلها بطريقة وحشية ، و إنه يتابع مع الجهات الحكومية من أجل محاسبة الجاني و إنزال أشد العقوبات به . و لكنه تناسى بما قام به ثلة من المجرمين القتلة عشية إيقاد شعلة نوروز مساء يوم الإثنين بتاريخ 20/03/2023 في بلدة جنديرس و قتلهم أربعة مدنيين كُرد ، دون أن يتذكر بأنه المسؤول الأول عن الجناة و قدرته على إلزام الجهات القضائية بمحاسبتهم على الجريمة النكراء – الشنيعة – وفق القوانين و الأحكام الجنائية الدولية ، بإعتبارها جريمة حرب بحق السكان الأصليين الكُرد في البلاد .
كما رحب الأمين العام للإئتلاف السوري المدعو ” هيثم رحمة ” بقرار القضاء الفرنسي في محاكمة ثلاثة مسؤولين كبار بنظام الأسد أمام محكمة الجنايات و تحقيق مطالب الشعب السوري بالحرية و الكرامة و الديمقراطية ، متناسياً الطلب بمحاكمة وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة المدعو “‘حسن ميري آل حمادة ” أمام محكمة الجنايات الدولية بإعتباره المسؤول المباشر عن المجرمين ، قتلة المدنيين الكُرد ، و مسؤول عن مئات الضحايا الذين قُتلوا على أيدي عناصره من الميلشيات المسلحة التابعة لوزارته بالسلاح التركي ، ما عدا الآلاف من المختطفين المحتجزين تعسفياً في المعتقلات السرية و السجون التابعة لقادة المرتزقة ، و هناك عشرات الآلاف من الأفعال و الممارسات اللاإنسانية بحق السكان الأصليين الكُرد .
و في هذا الصدد ، أفادت مصادرنا بأن أسر الضحايا الأربعة ، و الوفود المتضامنة مع عائلاتهم ، يشعرون بالخيبة من تصريحات مسؤولي الإئتلاف السوري ، و حكومتها المؤقتة ، البعيدة عن مجريات التحقيق المتعلقة بالجريمة على غرار الجرائم السابقة ، بل يحاولون بشتى الوسائل تشويه الحقائق و الإفراج عن القتلة و نقلهم إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرتهم العسكرية ” الموالية لحكومة الإحتلال التركي “
و لهذا فإنهم يطالبون بالإسراع في محاسبة القتلة و تسليمهم إلى محاكم دولية ، بسبب عدم الإعتراف و الثقة بالقضاء الإداري و المحاكم في مناطق سيطرة ما تسمى المعارضة السورية ” الإئتلاف _ الحكومة المؤقتة ” و أي تأخير يدخل في إطار التستر على الجناة و المساهمة في تهريبهم من المحاسبة و نيل أشد العقوبات على جريمتهم الشنيعة و بالتالي فإنهم ” أسر الضحايا ” يحملون المسؤولية إلى الحكومة السورية المؤقتة ، و قادة الإئتلاف السوري عامة و أشخاص ممثلي الكُرد منهم خاصة .
منظمة حقوق الإنسان في عفرين
10/04/2023