تنويه حول إستمرارية الإحتجاجات

ستة أيام مضت على إرتكاب عناصر ميلشيا جيش الشرقية ، المنضوية تحت مسمى ” الجيش الوطني السوري الحر ، التابعة للإئتلاف السوري ، و حكومتها المؤقتة ” جريمتهم الشنيعة – النكراء – بدوافع عنصرية شوفينية ، بحق عائلة بيشمرك في بلدة جنديرس مساء يوم الإثنين بتاريخ 20/03/2023 و إستشهاد أربعة مواطنين كُرد ، و منذ تلك اللحظة عمت المظاهرات السلمية و الإحتجاجات شوارع بلدة جنديرس بمشاركة أبناء النواحي و القرى الأخرى ، مطالبة بالقصاص من المجرمين و إخراج عناصر الميلشيات بمختلف مسمياتها خارج المناطق السكنية المأهولة ، إذ إن عناصر و قادة تلك الميلشيات ما هم إلا أفراد عصابات مافياوية منفلته ، و من اللصوص ، و مجاميع إرهابية مرتزقة لدى الحكومة التركية بغرض تنفيذ مشاريعها الإستيطانية التوسعية و أجنداتها المعادية لتطلعات الشعب السوري عامة ” الخلاص من النظام ” ، و للشعب الكُردي و حقوقه الإنسانية و القومية المشروعة خاصة .
و مع إستمرار الإحتجاجات لليوم السادس على التوالي ، و إتساع رقعتها إلى بقية المناطق الكُردية في كُردستان سوريا ، و إقليم كُردستان و أوربا ، بالوقوف أمام قنصليات الحكومة التركية ، و مكاتب الأمم المتحدة ، و توجيه رسائل التأكيد على مطالب أبناء عفرين الستة ، تسعى الجهات المعادية للشعب الكُردي إلى الوقوف ضد نشاط الجماهير الكُردية ، مستعيناً بأدواته التي لا تنطلي على أحد ، إذ إنها باتت معروفة للقاصي و الداني ، و ذلك بنشر قصاصات الورق المقوى مطبوعة بالألوان الدالة على أعلام و شعارات حزب العمال الكردستاني التركي المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي ، بغرض إلصاق تهمة دعم الإرهاب بالمحتجين ، إضافة إلى إنتداب مبعوثيهم من أشخاص و وفود ، لأماكن الإحتجاج و خيمة العزاء ، لإجراء الصلح مابين الجناة و أهالي الضحايا ، ما عدا نصب الأعلام التركية و المعارضة السورية ، التي كانت على أكتاف و صدور الجناة أثناء إرتكاب الجريمة ، و كذلك الدعوات إلى إقامة نشاطات و فعاليات متسمة بالعنصرية الشوفينية ، المضادة لأبناء الشعب الكُردي و لمعاني نوروز ، و الإدلاء بتصريحات و إصدار بيانات تشوه الحقائق التي تمت في ظلها الجريمة النكراء ، و ما سبقتها خلال الخمس سنوات من جرائم بشرية و أفعال و ممارسات لاإنسانية نابعة من الحقد الدفين للمسلحين و المستوطنين العنصريين الشوفينيين .
و هنا لا بد أن نشير إلى بعض من الأصوات النادرة ، الصادرة عن الشخصيات الوطنية التي تؤيد مطالب المحتجين إنطلاقاً من الشعور الوطني السوري ، تلك الأصوات التي تنصدم بالواقع المرير لأهالي منطقة عفرين عامة و بلدة جنديرس خاصة بعد وقوع الزلزال في أوائل الشهر الماضي ، جراء أفعال و ممارسات ما يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري الحر .
و من هذا المنطلق ، يتطلب منا جميعاً ، أبناء الشعب الكُردي في الداخل والخارج ، الوقوف بصف واحد ، دون حساسيات و مواقف شخصية ، و عدم إفساح المجال إلى إستغلال الأطراف و التيارات السياسية و الإيديولوجية و ممثليهم الدخلاء على المجتمع الكُردي في كُردستان سوريا ، بهدف وصولنا إلى تحقيق مطالب المحتجين ، و الخلاص من الظلم و الطغيان و القهر و الذل الذي يعانيه أهالي منطقة عفرين و بقية المناطق الكُردية الخاضعة لسيطرة حكومة الإحتلال التركي و مرتزقتها التابعين للإئتلاف السوري و حكومتها المؤقتة .