سيادة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
تحية و سلام
نرسل لكم رسالتنا هذه التي تعبر عن تطلعات شعبنا الكُردي في روج أفا كُردستان ” كُردستان سوريا ” و خاصة من أهالي المناطق الكُردية المحتلة من قبل القوات التركية برفقة و مساعدة الميلشيات المسلحة الموالية لها ، إذ يراقبون و يتطلعون إلى اللقاء المرتقب بين سيادتكم و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بروكسل بتاريخ 14/06/2021 على هامش إجتماع دول حلف الناتو ، و كلنا أمل بأن يتضمن اللقاء في إحدى بنوده التدخلات التركية في ” كُردستان سوريا ” و محاربة الكُرد بشتى السبل بأسم ” الإرهاب و الإنفصالية ” و محاولة طمس الهوية الثقافية و التاريخية _ الحضارية ، للشعب الكُردي بدءاً من منطقة عفرين المحتلة مروراً ببقية المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها العسكرية ” سرى كانيه _ كرى سبي ” و إنتهاءً بتهديد بقية البلدات الكُردية وصولاً إلى ديريك ، تبعاً لسياساتها الإستعمارية تاريخياً و تحقيق حلم الدولة العثمانية ” وثيقة الملي ” ، إذ بدأت من خلال ثلاث عمليات عسكرية إلى تقطيع أوصال المناطق الكُردية عن بعضها البعض ، تحت مسميات مختلفة ” درع الفرات _ غصن الزيتون _ نبع السلام ” بموافقة من النظام السوري و غض الطرف من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، و إرتكابها جرائم حرب بحق السكان الأصليين الكُرد و القيام بأفعال و ممارسات لاإنسانية من قصف المناطق و البلدات الكُردية بالقذائف الصاروخية و المدفعية و الضغط على الكُرد المتواجدين في قراهم و بلداتهم بغية تهجيرهم لتوطين العرب و التركمان بدلاً عنهم بموجب الإتفاقيات الإقليمية و الدولية ” آستانة _ سوتشي ” كما قاموا ببناء المستوطنات لهم و عملت على الإستيلاء و سرقة ممتلكات المواطنين الكُرد من معامل البيرين و معاصر الزيتون و القمح و الشعير و الورش الصناعية و الآليات الزراعية و تجريف التربة بحثاً عن الآثار و اللقى ، كما أنهم يقومون بخطف المواطنين بتهم و حجج واهية بغرض الإبتزاز المادي و تحصيل الفدية ما عدا قطع الأشجار المثمرة و الغابية لجعلها حطباً ، هذا و قد أشارت التقارير الدولية الصادرة عن مجلس حقوق الإنسان أكثر من مرة إلى الدور التركي في محاربة الكُرد كما ذكرت منظمة العفو الدولية و لجنة الحريات الدينية الأمريكية في تقاريرها الدورية . إلى جانب الإشارة بما يلعبه مؤسسة وقف الديانة التركية في نشر الفكر الإسلامي المتشدد التكفيري في دور العبادة و المدارس ، في حين يتمتع الجالية الكُردية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية بكامل حرياتها و حقوقها الإنسانية و المذهبية و الديمقراطية .
سيادة الرئيس
تعلمون جيداً ما لعبه الكُرد” البيشمركة _ قسد ” من دور أساسي في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا و العراق ” داعش ” إلى جانب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و مما قدموه من ضحايا و إصابات في المعارك البطولية في حين كانت الدولة التركية تعمل على دعم المجموعات الإرهابية و مدها بالأسلحة تحت مسمى المساعدات الإنسانية و الإغاثية خاصة هيئة تحرير الشام ” جبهة النصرة سابقاً ” و عملت على ضم تشكيلات منها إلى الميلشيات المسلحة الموالية لها المنضوية تحت مسمى ” الجيش الوطني السوري ” الذين تحولوا بفعل قرارات الحكومة التركية إلى جنود تحت الطلب ” مرتزقة ” و إرسالهم إلى كل من ليبيا _ أذربيجان _ اليمن _ إقليم كُردستان _ لمحاربة الحكومات الوطنية .
إننا نتطلع إلى الدور الأساسي للولايات المتحدة الأمريكية بقيادة سيادتكم دعاة القيم الإنسانية و الحرية و الديمقراطية في محاربة الإرهاب و الغطرسة التركية من أجل إحلال العدل و السلم الدوليين في الشرق الأوسط عامة و كُردستان خاصة و لهذا نطالب بالضغط على الحكومة التركية للقيام بما يلي :
1 _ العمل على وقف التهديدات و الهجمات التركية على المناطق الكُردية و ردعها عن القيام بقصف المناطق الآهلة بالسكان .
2 _ العمل على ضمان وصول المنظمات الإنسانية و الإغاثية و المواقع الإعلامية ، الدولية إلى المناطق الكُردية .
3 _ إيقاف عملية تغيير التركيبة السكانية ( التغيير الديمغرافي ) و بناء المستوطنات في المناطق الكُردية المحتلة .
4 _ الضغط على الجانب التركي لسحب قواتها العسكرية من المناطق الكُردية إلى داخل الأراضي التركية ، و وضع المناطق الكُردية ” كُردستان سوريا ” تحت إشراف دولي إلى حين إيجاد حل للأزمة السورية و ضرورة إخراج الميلشيات المسلحة من المناطق الكُردية .
5 _ تأمين طرق آمنة لعودة السكان الأصليين الكُرد إلى قراهم و بلداتهم و إستعادة منازلهم و أملاكهم المستولى عليها من قبل القوات التركية و الميلشيات المسلحة الموالية لها .
6 _ العمل على إيجاد حل عادل و سلمي للقضية الكُردية في ” كردستان سوريا ” بموجب المواثيق و العهود الدولية و حمايتها من التدخلات الخارجية خاصة مع بروز الصراع الإقتصادي العالمي ما بين الشرق و الغرب و أهمية الجغرافيا الكُردستانية في الحفاظ على مواردها و مصالحها المرتبطة بالمصالح الأمريكية .
منظمة حقوق الإنسان في عفرين
13/06/2021
