وإنـما الأمــم الأخــــلاق ما بقيت فـإن هـم ذهـبت أخلاقهم ذهـبوا (أحمد شوقي)
يشعر المرء بالدهشة والإستغراب والألم في نفس الوقت عندما يواجه نكران الجميل من الآخرين ، الإنسان يتعامل مع محيطه بطيب أصله ، و إحترام و تقدير كل من يقدم له خدمة مهما كانت بسيطة ، لا أن يلجأ إلى النكران و القيام بأضرار تمس حياة الشخص المقابل .
منذ قرابة السبعين عاماً تواجد المكون العربي في منطقة عفرين بنسبة ضئيلة تقدر بحوالي
2 _ 3 % خلال الثمانينات من القرن الماضي بحكم الوظائف الإدارية في المؤسسات العامة للدولة ( سلك الشرطة _ موظفي البريد _ معلمين ) و بعض من الرعاة و الفلاحين .
من بين تلك القرى ( قره تبه _ قسطل كيشك ) التابعة لناحية شران الخاضعة لسيطرة ميلشيا السلطان مراد بقيادة المدعو أبو عدي ( أبو شقرا ) و نائبه الملقب أبو أحمد ، لقد كانت حياة المكون العربي ( عرب عجيل ) في القريتين تسير بشكل طبيعي بين السكان الأصليين الكُرد ، لحين دخول قوات الإحتلال التركي برفقة الميلشيات المسلحة الموالية لها ، إذ لجأ بعض الأشخاص منهم إلى الإستقواء بالأتراك و عناصر الميلشيات معتبرين أنفسهم جزء لا يتجزأ من تلك القوة العسكرية ، و يقومون بأفعال و ممارسات لا تليق بالإحترام و التقدير المتبادل و العيش المشترك على مر السنين . فيقومون بسرقة ممتلكات المواطنين الكُرد بقوة السلاح ليلاً و ينهبون ممتلكاتهم و يجنون محاصيلهم الزراعية ، بتواطئ من قادة الميلشيات المسلحة أمام أنظار القوات التركية ، كما قاموا بالسطو المسلح على منزل المواطن زكريا شيخ نعسان من أهالي قرية قره تبه ، و سرقة القساطل ” الخرطوم ” و العدة الزراعية ، و في الآونة الأخيرة يقومون بجمع الأموال فيما بينهم لتقديم رشوة مالية لعناصر الميلشيات المسلحة كي يقوموا بطرد السكان الأصليين الكُرد من القريتين .
منظمة حقوق الإنسان في عفرين
22/05/2021