مناشدة العودة

 

المطلوب من أبناء الشعب الكُردي عامة و أبناء عفرين خاصة تسمية الأشياء بمسمياتها و قول الحقيقة بكل شفافية و جرأة ، فالتاريخ لن يرحم الجبناء الذين يتلاعبون بمصير الشعب و حقوقهم الإنسانية و القومية من وراء الكواليس و الإتفاق مع الأعداء بأسم الشعب مستغلين عبارة ” التكتيك ” .

الحلقة الخامسة
==========

عمدت سلطة أمر الواقع المتمثلة بالإدارة الذاتية السابقة إزاء اللامبالاة بمصير أهالي منطقة عفرين ، بإتخاذ قرارات متناقضة ، متخبطة بتحركاتها العسكرية الميدانية ، و ما بثتها من خلال قنواتها الإعلامية المرئية منها و المقروءة ، المضللة لمجريات الأحداث اليومية للمعركة غير المتكافئة ، و دخول القوات التركية برفقة الميلشيات المسلحة الموالية لها ، و وصولها إلى مشارف مدينة عفرين خلال أيام معدودة بعد المقاومة الشرسة من قبل أبنائها المغررين بهم بشعارات بعيدة عن ساحة المعركة و إستشهادهم على تخوم المنطقة ، و تقديم أرواحهم فداء جياي كورمنج _ كورداغ ، و هويتها القومية كما سقوا بدمائهم الذكية سهول جومة و كتخ و جبال هاوار و خستيه و أشجارها من الزيتون و السنديان ، ليشكلوا شموع تنير سبيل الخلاص من الظلم و الإستبداد و نيل الحرية ، في حين أقدم مسؤولي الإدارة الذاتية على إجبار الأهالي بترك بيوتهم و قراهم إلى مركز مدينة عفرين بتاريخ 12/03/2018 و منعهم من العودة إلى المناطق التي خرجت عن سيطرتها و شهدت هدوءاً نسبياً من القصف العشوائي ، و ذلك بشتى الأساليب من القمع و الترهيب و إحكام الطوق حولهم بغرض جعلهم دروع بشرية لحماية أنفسهم ، و اللجوء إلى الرد في بعض الأحيان على مصادر القصف عبر الآليات المتحركة ( سيارات ) إنطلاقاً من محيط مركز المدينة و من ثم الفرار وسط التجمعات السكانية . هذا و قد أستمر الوضع بالشكل نفسه ” كر و فر ” إلى حين الإقرار بسحب الأهالي من المدينة و توجيههم إلى المصير المجهول و إبعادهم عن منطقتهم نحو بلدتي نبل و الزهراء عبر طريق بلدة الباسوطة _ قرية كيمار _ قرية براد ، و منها إلى منطقة الشهباء و القرى المحيطة بها ، و تل رفعت ، لتكريس عملية التغيير الديموغرافي و تسليم المنطقة إلى الغزاة دون سكانها الأصليين الكُرد و تهريب كوادر قنديل و عناصر النظام الإيراني _ السوري ، من خلال كرنفالات مسرحية قبل التسليم ، من إستقبال قوة عسكرية بقوام 200 عنصر يمثلون قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري بمرافقة وفد إعلامي ” الصحفي شادي حلوة ” و إلتقاط صور السيلفي مع التجمعات الشعبية لإظهار دعم النظام إعلامياً لسلطة أمر الواقع و من ثم مغادرة المدينة مثلما دخلوا ، و هنا لا بد من الإشارة إلى الإستقبال الجاف من قبل مسؤولي الإدارة الذاتية للوفد الكُردستاني الذي أقر برلمان إقليم كُردستان إرساله و التضامن مع محنتهم ، حاملين معهم كمية من الأدوية تقدر بحوالي 7 طن مقدمة من وزارة الصحة في الإقليم ، و عدم الإهتمام و التعامل معهم بشكل غير لائق تبعاً للأعراف الدبلوماسية المعتادة . كما تم إستقبال وفد رسمي يمثل مسؤولي الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة بما فيهم وزير الدفاع ( بزي ملابس مدنية ) و كذلك وفد يمثل اللجان الشعبية و المرأة من أهالي الجزيرة و كوباني بغرض إخراج آخر دفعة من مسؤولي الإدارة نفسها في حين أنتقل عناصر الإستخبارات التركية المتواجدين ضمن الإدارة إلى مناطق سيطرة القوات العسكرية التركية بشكل سلس و بقائهم في المنطقة ، قسم منهم ما زال لتاريخ اليوم في المقرات الأمنية _ العسكرية التركية . و هنا لا بد من ذكر قصف قوات الإحتلال التركي أبراج الإتصالات و المحطات في قرى ( خليل _ كفيرة _ بيخجة _ ميدانكي _ موسكه ) بهدف منع تسرب الأخبار و الصور عما ترتكب من جرائم حرب و مجازر ضد المدنيين العزل بحق السكان الأصليين الكُرد( مجزرة بربنة _ مجزرة فريرية _ مجزرة جنديرس _ مجزرة راجو ) ، و لا بد أيضاً من التذكير بتصريح رئيس الحكومة السورية المؤقتة آنذاك ، جواد أبو حطب بتاريخ 08/02/2018 بعد كشف جرائمهم و ممارساتهم اللاإنسانية قائلا : أرتكبوا الجرائم و أنهبوا و أعملوا كل شيئ بالسر و بدون تصوير لكي لا ننفضح . كما أنه في الأسبوع الأخير من المعركة 13_ 20 /03/ 2018 أطلق كوادر الحركة الوطنية الكُردية عدة مناشدات للقوى الدولية و المنظمات الحقوقية و الإنسانية بإيقاف الجرائم التي ترتكب بحق السكان الأصليين الكُرد من عمليات القتل على الهوية و الخطف العشوائي و عمليات السرقة و السلب و النهب المنظم ، الممنهج بتوجيهات من حكومة الإحتلال التركي بإحضارهم الشاحنات و نقل الآلات الصناعية الحديثة من معاصر الزيتون و معامل البيرين و الآلات الثقيلة من المنطقة الصناعية ” مخرطة _ فرازات ” إلى داخل الأراضي التركية ، أما الشاحنات و السيارات و الجرارات الزراعية المسروقة تم نقلها إلى مدن إعزاز و إدلب و الباب و مارع ، ما عدا سرقة المواد الغذائية و السلع من المحلات التجارية و الأدوات الكهربائية و الأثاث و الأواني المنزلية و المؤونة و خلع الأبواب و النوافذ و الأسلاك الكهربائية و المواشي و الدواجن و صوامع الحبوب من القمح و الشعير ، هذا و قد منعت القوات التركية الأهالي من العودة إلى منازلهم في القرى و البلدات ريثما تنتهي عمليات السرقة و النهب و نقلها عبر الشاحنات أمام أنظار الكُرد الباقيين و هم عاجزون عن القيام بردعهم ، و هذا ما يذكرنا بما مر مع أهالي منطقة عفرين في حي الشيخ مقصود بالتحدبد و جزء من أحياء الأشرفية و بعيدين و الحيدرية و شيخ فارس ، أواخر الشهر نفسه ( آذار 2013 ) و تهجير ما يقارب 400 ألف مواطن ، عندما سلمت سلطة أمر الواقع الأحياء الكُردية المذكورة بحلب إلى اللصوص ممن يسمون أنفسهم ” الجيش الحر ” الذين عاثوا فساداً و تخريباً بممتلكات الكُرد و سرقتها و تخزينها بمستودعات أُنشئت خصيصاً في كل من الشيخ نجار و الشقيف و المرجة و غيرها من الأحياء .
و بذلك يتحمل سلطة أمر الواقع المتمثلة بالإدارة الذاتية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في منطقة عفرين ، و كما يتحمل المجلس الوطني الكُردي جزءاً من المسؤولية بحكم عدم إهتمامه المفروض عليهم بمصير أبناء المنطقة ، من تقديم الحلول و الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة على الأقل ، و هنا لا بد من الإشارة و الإشادة بدور كوادر الحزب الديمقراطي الكُردستاني _ سوريا ، من أبناء عفرين في مواكبة مآسي أبناء المنطقة و العمل ليلاً و نهاراً على تأمين مستلزماتهم و حثهم على البقاء و التشبث بأرضه و عدم المغادرة نحو المصير المجهول بين أنياب مسؤولي الإدارة الذاتية ، و كذلك الإشادة بدور نشطاء المجتمع المدني ذكوراً وإناثاً من أصحاب الكفاءات العلمية في المهجر و دول الشتات بالدعم النفسي و الحث على البقاء في المنطقة و بتضامن كافة أبناء المناطق الكُردية بوفقاتهم الإحتجاحية في بلدان الشتات ، مع أبناء شعبهم في عفرين الجريحة .

يتبع …….

منظمة حقوق الانسان في عفرين
10/05/2021