مناشدة العودة

” من زرع الألغام في كل بقعة ، قبل بدء المعركة و هجّر أهالي القرى الحدودية إلى مركز مدينة عفرين ، بهدف جعلهم دروع بشرية لحماية أنفسهم ، لا يمكننا إعتبارهم حماةً العرض و الشرف ، بل يمكننا تسميتهم بسماسرة الحروب و تجار البشر ” .

 

الحلقة الرابعة
=========

مع ظهور بوادر و ملامح الإجتياح التركي و غزو منطقة عفرين بموجب الإتفاقيات المبرمة بين الدول الضامنة ” روسيا _ تركيا _ إيران ” و إنسحاب عناصر الوحدات الروسية من قاعدتها في بلدة كفرجنة بعد طرحها على مسؤولي الإدارة الذاتية تسليم المنطقة إلى النظام السوري تجنباً لغزو القوات التركية ، إلا أن المعركة كانت قد فُرضت على الإدارة الذاتية فرضاً من قبل النظام السوري و من ورائها الدولة الراعية ” إيران ” هذا ما أكده المدعو فرهاد شاهين “مظلوم عبدي ” في تصريح تلفزيوني سابق ، بغية إستنزاف طاقات المجتمع الكُردي في جياي كورمنج _ كورداغ ، من قتل شبابنا في معركة غير متكافئة من حيث العدة و السلاح و عدد الجنود و تدمير البنية التحتية و الإقتصادية ، و تهجير سكانها الأصليين الكُرد ، و ما سبقها من تقديم ذرائع و حجج ، بدءاً من إحضار سيارة الشحن
” اللودر ” إلى مدينة عفرين بتاريخ 28/04/2016 حاملة جثث أشخاص مجهولي الهوية (( أدعى البعض منهم بأنها جثث جيش النظام ، الذين قُتلوا بيد المعارضة المسلحة ، و آخرين أدعوا كما روجته الإدارة الذاتية بأنها جثث عناصر الجيش الحر الذين قُتلوا في محيط قرية عين دقنة ، بالرغم من العلاقات المميزة و اللقاءات الثنائية في تلك الفترة ما بين مسؤولي الإدارة الذاتية و عدد من رموز المعارضة المسلحة )) يقودها أحد أبناء نبل الشيعية و بجانبه ضابط أمن تابع للنظام السوري ، و التي خلفت ردود أفعال و مواقف دولية و إقليمية ، تدين أفعال و ممارسات مسؤولي الإدارة الذاتية و ما زاد الطين بلة ، نشر صور السيلفي التي ألتقطتها الصحفية في قناة سما كنانة علوش بإبتسامات عريضة مع سيارة الشحن ، و كذلك تنظيم الوقفات الإحتجاجية من قبل سلطة أمر الواقع على الحدود الكُردية السورية _ التركية ، مطالبة بإطلاق سراح عبدالله أوجلان و كما نُصبت صورة ضخمة على جبل ” گر ” في مركز ناحية بلبل لعبد الله أوجلان ، زعيم حزب العمال الكردستاني ، المعتقل في السجون التركية منذ أكثر من عشرون عاماً ، و رفع رايات المنظومة أمام مرآى قوات حرس الحدود ، و قيام السلطات التركية بتصوريها و تقديمها للجهات الدولية ، إستباقاً لأية عملية عسكرية قادمة ، مدعية بمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية pkk _ pyd _ ypg _ ypj
على حدودها الجنوبية و ضرورة محاربتهم لحفظ أمنها القومي ، إلا أن مسؤولي الإدارة الذاتية ، ينفون بشكل رسمي في تصريحاتهم أي إرتباط لهم بحزب العمال الكردستاني pkk ، و ما يثير الشكوك أكثر في تلك المرحلة المفصلية ، قيام الإدارة الذاتية المكونة من تحالف الحزبين ” حزب الإتحاد الديمقراطي السوري _ حزب الوحدة الديمقراطي الكُردي في سوريا _ يكيتي ” بزرع الألغام في منازل المواطنين الكُرد و وسط الحقول و الطرق الرئيسية و الفرعية الزراعية و الدوائر و المباني العامة و الخدمية و الكهوف و الوديان ، لقتل أكبر عدد ممكن من الأهالي الذين قد يرفضون الخروج من ديارهم حين الطلب و إتهام كل من لا يخرج بالخونة و العملاء للنظام التركي قبل شهر تقريباً من بدء المعركة . و بتاريخ 20/01/2018 بدأ القصف الجوي التركي بشكل مركز و وأُستهدف أكثر من 110 موقعاً عسكرياً لقوات ypg _ ypj ، المتمركزة في المدارس و المباني العامة و بعض المنازل التي أستولوا عليها سابقاً ، في حين أبدى أبناء عفرين مقاومة بطولية نوعية بالدفاع عن أراضيهم ، إلا أن خيانة الوافدين جعلت أعداد الشهداء كبيرة جداً في الأيام الاولى من المعارك ، أغلبهم أستشهدوا في كمائن عسكرية على الجبهات الأمامية المتمركزة في القرى الحدودية بمواجهة الآلة العسكرية التركية إذ بلغ عدد الشهداء ما يقارب 1500 شاب و شابة من أبنائها البررة الذين زج بهم بالمعركة عنوة ، و بنفس الوقت قام مسؤولي الإدارة بإتهام كل مواطن يخرج من قريته خاصة التابعة للنواحي الحدودية نحو مركز المدينة ” عفرين ” بالعمالة و الخيانة عكس ما كان يروجه من قبل و منعهم الفرار و النجاة بأرواح عائلاتهم بغية جعلهم دروع بشرية لحماية أنفسهم بدلاً من حماية السكان ” قوات حماية العرض و الشرف ” و كذلك منعهم أرتال من الجرارات الزراعية و السيارات ، العودة إلى القرى الخاضعة لسيطرة القوات التركية خارج مناطق القصف و الاشتباكات المسلحة ، و حاجز حي المحمودية شاهد على إستشهاد ما يقارب 25 مواطناً من خلال رمي جرة الغاز عليهم .

يتبع …….

منظمة حقوق الإنسان في عفرين
08/05/2021