مناشدة العودة

 

” عفرين غدر بها الغرباء المرسلين المندسين ، و المغررين بشعاراتهم البراقة من أبناء عفرين بأسم الحماية من قصف النظام السوري و براميل الأسد و وحدة الموقف الوطني الكُردي ، قبل أن يغدر و ينتهك حرمتها الغزاة البرابرة و يتكالب عليها من ينشدون الحرية و الكرامة ”

الحلقة الثانية
========

في خضم تلك الأحداث التي رافقت إجتياح قوات الإحتلال التركي لمنطقة عفرين و إرتكاب جرائم الحرب _ الإبادة الجماعية _ إنطلاقاً من النظرة العنصرية _ الشوفينية ، أطلقت يد العنان للميلشيات المسلحة الموالية لها ، للقيام بمختلف الإنتهاكات و الممارسات اللاإنسانية بحق السكان الأصليين الكُرد ، من عمليات القتل و الخطف العشوائي و السرقة و السلب و النهب و الإستيلاء على ممتلكات المواطنين الكُرد ، و عمدت بشكل ممنهج إلى تحويل مسارهم و تشويه صورة المعارضة بشقيه ” السياسي قبل العسكري ” نحو الغزو و جني الغنائم و فرض الأتاوة و الفدية و الجزية كأفراد عصابات ، ينتمون إلى العصور الغابرة قادمين من الصحراء القاحلة من جهة ، و العمل على خلق أجواء من الفوضى و الفلتان الأمني و بث الرعب و الترهيب للتنصل من المسؤوليات و المتابعات القانونية مستقبلاً أمام الجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان من جهة أخرى ، و حصر عملية الإجتياح العسكري بالمؤازرة لرواد بما تسمى ” ثورة الحرية و الكرامة ” و منحها صبغة سياسية لوجستياً ، و إتهام الكُرد بالإنفصالية و الإرهاب و مؤازرتهم للنظام بمحاربة ثورة الشعب السوري في قمع الإحتجاجات و المظاهرات المناهضة خلال السنوات الماضية من الأزمة السورية .
و قبل الخوض في الجانب الأخر المتعلق بمسيرة أبناء عفرين الوطنيين القوميين سواء كانوا منظمين ضمن الحركة الوطنية الكردية و مستقلين ، ذكور و إناث ، من أصحاب الشهادات و الكفاءات العلمية و الثقافية ، الأطباء و المهندسين و المعلمين و الموظفين والطلاب و ربات المنازل و الفلاحين و العمال و الفنانين و أصحاب المهن و الحرف اليدوية ، في مواكبة الكارثة و محاولتهم قدر الإمكان الخروج بأقل الخسائر الممكنة بشرياً و إقتصادياً ( البنية التحتية ) و الحفاظ على الإرث التاريخي _ الحضاري لجياي كورمنج _ كورداغ . و هنا لا بد من العودة قليلاً للوراء و بيان التطور السكاني و العمراني في المنطقة التي لم تروق للنظام السوري الحاكم في دمشق إنطلاقاً من مواقفها العنصرية و الشوفينية ، خاصة بعد الإزدياد الملحوظ بأعداد أبنائها من أصحاب الشهادات العليا و الجامعية و إقامة جامعة المأمون و المعاهد الدراسية إضافة إلى إنتشار المباني الفاخرة ” فيلات ” و المعامل الصناعية الحديثة و الورشات ” معاصر الزيتون _ معامل الصابون _ ورشات الخياطة و الأحذية ” و الحرف اليدوية التقليدية و الأماكن السياحية و المطاعم المميزة بتقديم الخدمات ، و شعوره بالخطر خلال السنوات القادمة نتيجة النهوض الإقتصادي و الإجتماعي بالمنطقة و إذكاء الروح بالشعور القومي وفق أسس وطنية علمية بعيدة عن العاطفية ، و بالتالي لجأت إلى إتهامهم بشتى الأساليب للحد من التطور بكافة أشكاله ، و قمع الحركة الوطنية الكُردية ، و منع التكلم باللغة الكُردية و عدم الإعتراف بالأعياد القومية و المذهبية ” نوروز _ جارشمة سور ” و تضييق الخناق بما يتعلق بالجانب المدني منها ، بمنع الفرق الفنية الفلكلورية من إيصال رسالتها التراثية ذات البعد التاريخي و الحضاري و إحياء ذكرى التمجيد بالرموز القومية و المعارض الفنية الدالة على الخصوصية المجتمعية _ القومية .

يتبع …….

منظمة حقوق الإنسان في عفرين
06/05/2021