” عفرين لا تحتاج إلى من يرسم آلامها و مآسيها في معارض ربحية ، أو إكتساب شهرة و مراكز إجتماعية ، بل تبحث عن من يستطيع التخفيف عنها و التخلص من هول الكارثة التي حلت بها على أيدي ممن يدعون حمايتها و نصبوا أنفسهم بين ليلة و ضحاها ، سلطات و إدارات و ما إلى آخره من تسميات ”
بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لإنتفاضة العودة فإننا نقوم بنشر حلقات متتالية بخصوصها ، و العوامل التي رافقت نجاحها الجزئي المقبول إلى حد ما ، و التي شكلت اللبنة الأولى في مسيرتها ، و محاولة بيان الأسباب التي أدت إلى كبح جماح مسيرتها يوماً بعد يوم ، و نجدد العهد بإستمرارية و دعم الإنتفاضة ، و العمل على إنجازها بأكمل وجه إلى حين ردم الهوة المعيقة لنجاحها .
الحلقة الأولى
========
المقدمة
مر ثلاثة أعوام على إجتياح قوات الإحتلال التركي لمنطقة عفرين ، و قرابة العامين على غزو سرى كانيه وكرى سبي ، برفقة الميلشيات المسلحة الموالية لها ، التابعة للحكومة السورية المؤقتة و الإئتلاف السوري . مرور الأعوام السابقة على إرتكاب الجرائم المنظمة ” الممنهجة ” التي تمت بموجب إتفاقيات و تسهيلات ، دولية و إقليمية ” روسيا _ تركيا ” و بموافقة من النظام السوري و تأييد إيراني و صمت أمريكي و أوربي مريع ، لن يزيدنا إلا إصراراً و تصميماً على السير قدماً نحو الخلاص من الظلم و الطغيان و تأمين حقوقنا الإنسانية و سيادة الأمن و الإستقرار و السلام .
إذ قامت حكومة الإحتلال التركي بعد إحكام سيطرتها العسكرية المطلقة على منطقة عفرين ( بإستثناء عدد من قرى ناحية شيراوا ) بتهجير سكانها الأصليين الكُرد ، كما عملت على تغيير بوصلة المعارضة السورية و ثورتها التي كانت تنادي بالحرية و الكرامة ، و توجيهها نحو الكُرد و محاربتهم بدلاً من محاربة النظام السوري و إسقاطه ، و إقناعهم بأن الكُرد هم الأعداء الحقيقيين لدولة الخلافة العثمانية و مشاريعها الإسلامية الرحيمة إتجاه العرب و المسلمين ” الإستيطانية – التوسعية ” كما وعدت المعارضة السورية بالضغط على الكُرد للتنازل عن أراضيهم و محو تاريخهم و تصفية قضيتهم و إفقارهم و زجهم بالسجون و المعتقلات التركية _ السورية الحرة ، لمن تبقى من أهلها ، كما وعدهم على دعم المعارضة المسلحة بالمال و السلاح في مشاريعهم و حروبهم الجهادية من أجل نصرة الإسلام في ساحات المعارك الداخلية و العالمية و تبنيها لوجستياً في المحافل الدولية ، و بإحلال الأمن و الأمان و الإستقرار في مناطقهم الجديدة ، و منحهم الأراضي الزراعية الخصبة و حقول و بساتين و منازل الكُرد ، على أن تقوم المعارضة السورية بسحب قواتها العسكرية من غوطة الشام و حمص و حماه برفقة أنصارهم و عوائلهم ، بغية توطينهم بدلاً عن الملحدين الكُرد حسب ما تروجه الدوائر المظلمة ” التركية _ السورية الحرة ”
أما فيما يتعلق بالجانب الكُردي ، فقد أكد أبناء الشعب الكُردي ، خاصة من أصحاب الكفاءات العلمية و الثقافية و الفنية و نشطاء و منظمات ، المجتمع المدني ، في كُردستان سوريا عامة ” جياي كورمنج _ كورداغ ” خاصة ، رغم هول الكارثة و الجرائم التي يرتكبها النظام التركي والميلشيات المسلحة السورية الموالية لها ، بحقهم ، على الإستمرار بالمطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة وفق العهود و المواثيق الدولية ، و أنهم أمة و شعب أصيل يعيشون على أرضهم التاريخية ، رغم التهجير القسري و إحداث التغيير الديمغرافي ، كما يعلنون التمسك و التشبث بأراضيهم ، و تقديم التضحيات بغية إفشال مخططاتهم العدوانية إلى حين سطوع فجر الحرية و حلول الأمن و الأمان و الإستقرار في مناطقهم الأصلية .
يتبع ……..
منظمة حقوق الإنسان في عفرين
05/05/2021