وفد الإئتلاف الوطني السوري في هولير لكسب الدعم الكُردستاني

أثارت زيارة وفد الإئتلاف السوري برئاسة المدعو نصر الحريري و نائبيه عبد الحكيم بشار و ربا حبوش و المرافقين معهم يوم الثلاثاء بتاريخ 02/03/2021 إلى إقليم كُردستان ردود أفعال كثيرة و مثيرة من إستياء و تذمر بأوساط أبناء روج آفا كُردستان خاصة منهم أهالي منطقة عفرين . و مما زاد الطين بلة تصريحات المدعو نصر الحريري لوسائل الإعلام بأن الإئتلاف السوري يعمل جاهداً إلى توفير الخدمات الأساسية و متابعة القضايا بهدف حلها عبر لجان تم تشكيلها ( لجنة رد الحقوق و المظالم ) و أنهم يعملون على مشروع يقضي بإخراج الميلشيات المسلحة من القرى و البلدات في عفرين و الإدعاء بعدم وجود سلطة للإئتلاف على بعض الميلشيات الموجودة في عفرين و سرى كانية و كرى سبي ( دون ذكر أسماء تلك الميلشيات أو التي عليهم سلطة الإئتلاف ) و العمل على تهيئة البنية التحتية لعودة السكان الأصليين الكُرد ، و تأكيده بأن المجلس الوطني الكُردي شركاء معهم بما يقدمونه ، و الشاهد على ذلك عضو الإئتلاف السوري المهندس عبدالله كدو ، دون الإشارة إلى إستبعاد ممثل ( الكُرد ) من لجنة صياغة الدستور و إستبداله بممثل آخر مناسب للجهة الضاغطة ، و كما صرح بأنهم يقفون مع الحقوق الكُردية بما فيها التدريس بلغتهم دون التطرق إلى فصل أغلب المعلمين الكُرد و الموظفين في المجالس المحلية ، كذلك عدد و نسبة الشبان الكُرد الذين تم قبولهم أو رفضهم في سلك الشرطتين المدنية و العسكرية ، و من جملة ما تطرق إليه بأن كل ما يُنشر على وسائل التواصل الإجتماعي ليست دقيقة و إنما المعلومات الصحيحة عن الوضع ما يصدر عنهم ( الإئتلاف السوري ) إضافة إلى ذكره بإحتفالات الذكرى العاشرة لإنطلاق ما تسمى ” الثورة السورية ” و الإحتفال بعيد النوروز ، و ذكر بأنه لا يتم إعتقال أي شخص بسبب رأيه السياسي ، النقطة الوحيدة الحقيقية التي ذكرها هي : أنهم شركاء مع الحكومة التركية في الحماية و تقديم الخدمات الأساسية ، دون أن يوضح لمن تقدم تلك الحماية و الخدمات .

توضيحات

أولاً _ زيارة وفد الإئتلاف السوري جاء قبيل صدور تقرير لجنة التحقيق و تقصي الحقائق الدولية الخاصة بسوريا المقدمة للدورة 46 من إجتماع مجلس حقوق الإنسان ، خلال الأسبوع القادم ( أواسط مارس ) لتفنيد ما هو متوقع ذكره من إدانة و شجب الممارسات و الإنتهاكات اللاإنسانية التي تقوم بها الميلشيات المسلحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة و الإئتلاف الوطني السوري بتوجيهات مباشرة من حكومة الإحتلال التركي التي تتحمل المسؤولية الكاملة بإعتبارها السلطة الفعلية لمناطق سيطرة الإئتلاف الموالية لها ، من تغيير ديموغرافي و عمليات الخطف العشوائي بغرض تحصيل الفدية و فرض الأتاوة و السرقة و السلب و النهب و السطو المسلح و من تتريك و تعريب المناطق الكُردية المحتلة ناهيك عن الإستيلاء على منازل و ممتلكات المواطنين الكُرد و قطع و حرق الأشجار و منع عودتهم إلى قراهم و بلداتهم التي يستوطنها المستقدمين اللصوص و العناصر الإرهابية ( داعش _ هيئة تحرير الشام ) من مختلف المناطق السورية .

ثانياً _ بخصوص الإحتفال الذي ذكره
العيد الأول : الذكرى العاشرة لإنطلاق الثورة السورية ، هل سيحييها ثلة من اللصوص و المجرمين و المرتزقة الذين عادوا من ليبيا و أذربيجان و العناصر الإرهابية التابعين للحكومة السورية المؤقتة و الإئتلاف الوطني السوري إضافة للمستوطنين الذين ينهبون و يسرقون ممتلكات المواطنين الكُرد بتواطئ من عناصر الميلشيات المسلحة و حكومة الإحتلال التركي .
العيد الثاني : عيد نوروز ، نذكّره بأنه في العيد الماضي تم إلغائه ببيان رسمي صادر عن المجلس المحلي في ناحية معبطلي بأوامر من الإستخبارات التركية ، بعد بيان المجلس المحلي في ناحية جنديرس .

ثالثاً _ تصريحات المدعو نصر الحريري و أعضاء إئتلافه لا يختلف عن تصريحات مسؤولي النظام السوري أثناء زيارات الوفود و لجان التحقيق الدولية إلى مختلف المحافظات السورية من مشاهدات و توثيقات للجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري ، أما بخصوص ما يسمى لجنة رد الحقوق و المظالم المؤلفة من قادة الميلشيات المسلحة و دفاعه المستميت عن اللجنة ، فمن الأجدر به أن يعود إلى السجل العدلي خلال مسيرته لما يسمى ” الثورة السورية ” للمدعو محمد الجاسم الملقب أبو عمشة قائد ميلشيا سليمان شاه _ العمشات _ و أمثاله قبل إلتقاط الصور معه و ربما ترقيته قياساً إلى ترقية بقية اللصوص من قادة الميلشيات و منحهم الإمتيازات و الآليات الحديثة .

رابعاً _ يومياً نقوم بتوثيق الممارسات و الإنتهاكات اللاإنسانية التي ترتكبها الميلشيات التابعة لإئتلافه ، يمكنه الإطلاع عليها و نفي ما نذكره على أرض الواقع ، منها جريمة القتل تحت التعذيب لنائب رئيس المجلس المحلي في ناحية شيه الأستاذ أحمد شيخو و مقتل المسنة فاطمة كنه من أهالي قرية هيكجة و مقتل الشاعر علي أحمد من أهالي قرية ميدانكي و غيرهم بالعشرات ، ما عدا المختطفين من النساء و الرجال و الشبان الذين يُعدون بالآلاف و نقل المئات منهم ( مواطنين سوريين ) إلى الأراضي التركية لمحاكمتهم وفق القوانين والتشريعات التركية .

خامساً _ لدينا إحصائيات بعدد الأشجار التي تم قطعها و حرقها و عدد التفجيرات الإرهابية التي تقوم بها ميلشياته لخلق الفوضى و الفلتان الأمني و عدد المواقع الأثرية التي تم تجريف تربتها و سرقة آثارها منها ( الأسد البازلتي من موقع عين داره _ اللوحات الفيسفسائية من موقع النبي هوري ) و عدد المزارات الدينية التي دنسها عناصره برفقة قوات الإحتلال التركي و عدد الآليات المسروقة من السيارات و الجرارات الزراعية و عدد المعتقلات السرية و عدد القرى التي لا يسمحون لسكانها الأصليين بالعودة منها قرى شيخورزه_ درويش _ بعرافا و غيرها .

و لهذا نطالب حكومة إقليم كُردستان بضرورة عقد إجتماع بحضور ممثليهم بين وفد الإئتلاف الوطني السوري مع نخبة مستقلة من أبناء المناطق الكُردية المحتلة الخاضعة لسيطرتهم كما يدعون ( سرى كانية و كرى سبي و عفرين ) للإستماع إلى آرائهم و تدوين ملاحظاتهم بخصوص ما يرتكب من جرائم بحق أهاليهم في المناطق ” المحررة ” و ماهية الخدمات التي تقدمها الحكومة السورية المؤقتة و الإئتلاف الوطني السوري للسكان الأصليين الكُرد.

منظمة حقوق الإنسان في عفرين
03/03/2021