مخيمات الذل والعار

” الخطأ الكبير الذي أرتكبناه ، هو خروجنا عنوة من القرية
إلى منطقة الشهباء ” هذه الجملة رددتها المواطنة شهناز * أسم مستعار * أكثر من مرة على مسامعنا عندما كانت تتكلم عن حياتهم في المخيمات و القرى المحيطة بمنطقة الشهباء .
إننا نعاني الفقر و العوز بسبب البطالة ، أسعارالمواد الغذائية باهظة الثمن ، في السابق كانوا يقومون بتوزيع المساعدات الإغاثية ( العدس _ البرغل _ المعكرونة _ ماء الطماطم _ الألبان _ الخبز _ الخضار ) بالرغم من قلتها ، قد تم توقيفها منذ أكثر من عام و نقوم بشرائها ، كما نعاني من البرد القارس و الأمطار الغزيرة و المياه تدخل الخيم ، منذ يومين قاموا بتوزيع المحروقات ( المازوت ) في المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية كل مسؤول و المقربين منهم ، حصلوا على 50 لترا مجاناً ، بقية الأهالي حصلوا فقط على 20 لتراً بعد دفع مبلغ مالي قدره 5000 ليرة سورية . أحد المواطنين ” رحمو علي ” من أهالي برج القاص _ ناحية شيراوا ، دون في صفحته على وسائل التواصل الإجتماعي ” الفيسبوك ” قبل يومين مأساة أهل القرية أثناء توزيع المازوت ، قام الأسايش بخطفه و أقتياده إلى جهة مجهولة ومن ثم إطلاق سراحه .

الخبز مادة أساسية في السابق كانت كل ربطة خبز تحتوي 14 رغيف بينما الآن هناك فقط 12 رغيف بنفس السعر السابق المحدد من قبل الإدارة . أوضاعنا تزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، هناك غلاء فاحش في الأدوية الطبية بالصيدليات ، المشفى الوحيد لا يستقبل الحالات الإسعافية إلا نادراً و أن تكون من النشطاء لدى مسؤولي الإدارة ، و من باب فرض السلطة المطلقة و قطع الطريق أمام التفكير بالعودة إلى قراهم يقومون بتعيين حراس على الأراضي الزراعية و حقول الزيتون من الأهالي البسطاء ( المدنيين ) بدون سلاح ، بعد توزيع حقول الزيتون العائدة ملكيتها للسكان الأصليين المهجرين قسراً على أبناء عفرين لحراستها من سرقة المحاصيل ( كل 40 _ 50 شجرة زيتون على خمسة أفراد ، كما يقومون بتوزيع الأراضي على الفلاحين لزراعة القمح و الشعير ( كل هكتار على عشرة أفراد ) و تحميلهم المسؤولية عن أية أضرار قد تلحق بالموسم من السرقة و الحرائق ، و الإيعاز لهم بمراقبة تحركات الأهالي ليلاً و منعهم من التحرك العشوائي بسبب وجود الألغام التي زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في محيط القرى و البلدات و المخيمات ، و من جهة ثانية يجبروننا على الخروج بالمظاهرات و الإحتجاجات في بعض المناسبات بحجة تحرير عفرين و المطالبة بالعودة لكنهم يفرضون علينا حمل صور أوجلان و أعلام بشتى الألوان و ترديد شعارات بعيدة كل البعد عن مآسينا و مديتنا ، منذ ثلاثة أعوام لم نرى مدينة عفرين إلا من خلال تلك الصورة المتواجدة على الحافلة ” باص العودة ” .


إننا نطالب المجتمع الدولي و على رأسهم مجلس حقوق الإنسان الدولية و المنظمات الحقوقية منها و الإنسانية بتأمين الطرق لنا بالعودة إلى منطقتنا و قرانا و التفكير بخلاصنا من هذا الجحيم ، إننا على تواصل دائم مع أبناء القرية ، بالرغم من صعوبة الحياة وسط المستوطنين الهمج ، لكن وضعهم سيكون أفضل بوجودنا جانبهم ، و يزيدهم قوة أمام الرعاع .

منظمة حقوق الإنسان في عفرين
20/02/2021